كيف تتحقق الأمنيات؟

منذ أن كنت صبيًا صغيرًا، كنت أتساءل كثيرًا كيف يمكن لله أن يحقق أعمق أمنياتنا. كنت أعتقد أنني إذا صليت بما فيه الكفاية، إذا طلبت من كل قلبي، فإن الله سيمنحني ما أريد بطريقة سحرية. كنت أتخيل الاستيقاظ ذات صباح لأجد دراجة حمراء لامعة سقطت بطريقة ما من السماء. أو كنت أحلم بأن أصبح بطلاً خارقًا مثل أبطال الرسوم المتحركة المفضلين لدي. ولكن لم تتحقق أي من هذه الأحلام.

كنت غاضبة. لم أستطع أن أفهم كيف يمكن لإله بهذه القوة، الذي يستطيع أن يفعل أي شيء، أن يتجاهلني. بغض النظر عن عدد المرات التي رفعت فيها يديّ في الصلاة، متوسلةً أن تتحقق أمنياتي، لم يتغير شيء. ومع تقدمي في السن، بدأت أفكر: “ربما لا تسير الأمور مع الله بهذه الطريقة. ربما من المفترض أن أحقق أحلامي بنفسي”. أصبحتُ مقتنعة بأن المعجزات ليست حقيقية، بل مجرد قصص نرويها لأنفسنا.

مرت سنوات، وأنا الآن في الخمسينات من عمري. حدث لي شيء ما مؤخرًا غيّر وجهة نظري. أعادني إلى لحظات الطفولة تلك عندما كنت أتحدث إلى الله بكل نقاء.

في إحدى الأمسيات، بينما كنت أتمشى مع كلبي في أبوظبي، سلكنا طريقنا المعتاد عبر الحدائق المحيطة بمنزلي. يمتلك كلبي عقلاً خاصاً به وغالباً ما يختار طريقنا ويقودنا إلى أي مكان يرغب في استكشافه. في هذا اليوم بالتحديد، قادني إلى حديقة هادئة ومعزولة لا نزورها عادةً.

أثناء سيرنا، لاحظت بستانيًا يجلس مسندًا ظهره إلى الحائط. هناك العشرات من البستانيين حول المجمع، لذا لم يبدُ لي أي شيء خارج عن المألوف في البداية. ولكن عندما اقتربت، رأيت أنه كان يحمل محفظة مهترئة، ويحدق في الداخل، ويتحدث بهدوء في مكالمة فيديو، ربما مع عائلته في الهند أو باكستان. كانت عيناه مبللتان بالدموع، وعلى الرغم من أنه لم يقل شيئًا، إلا أنني شعرت بصلاته الصامتة، ويداه مرفوعتان فوق رأسه بأمنيته اليائسة التي كان يرفعها إلى السماء.

لم يرنا. لم يكن يتوسل أو يطلب المساعدة. لكن في تلك اللحظة، تحرك شيء ما بداخلي. شعرت بجاذبية خفية، كقوة أكبر مني توجه خطواتي. وبدون تفكير، توجهت إليه دون أن أفكر وقلت له “السلام عليكم”، أي “السلام عليكم”. كان مذهولاً. ابتسمت ومددت يدي إلى محفظتي، وبدون تردد، أعطيته كل ما أملك من نقود – حوالي 600 أو 700 درهم. أقسم أنني لو كان معي أكثر من ذلك لأعطيته ذلك أيضًا.

نظر إليّ وعيناه واسعتان وعجز عن الكلام. لم يقل حتى شكراً لك، لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك. كان بإمكاني رؤية الامتنان في عينيه المليئتين بالدموع. بينما كنت أمشي مبتعدًا، نظرت إلى الوراء ورأيته يرفع يديه إلى السماء مرة أخرى، لكن هذه المرة، كنت أعرف أنه لم يكن يطلب المساعدة. كان يشكر الله.

في تلك اللحظة، تغير شيء ما في أعماقي. شعرت بدفء وسلام لم أعرفه من قبل. وفجأة، تذكرت طفولتي، تلك الليالي التي قضيتها رافعًا يديّ متوسلاً من أجل معجزة. الآن، في الخمسين من عمري، فهمت أخيرًا كيف يعمل الله. لا توجد دراجات هوائية تسقط من السماء، ولا تحولات مفاجئة إلى أبطال خارقين. لكن هناك معجزات – هادئة وغير مرئية وعميقة.

يستجيب الله للصلوات، ليس عن طريق تحقيق الأمنيات كما نتخيلها نحن الأطفال، بل بإرسالنا إلى حياة بعضنا البعض. إنه يجعلنا أدوات رحمته. لم تسقط أمنية ذلك البستاني من السماء، بل مشى إليه مسترشدًا بنزهة بسيطة في الحديقة، واستجاب صلاته عندما لم يكن يتوقعها.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Email